أعراض ما بعد الصدمة لدى الأطفال وأبناء الشبيبة بعد تعرّضهم لحدث صادم

الأحداث الصادمة تخلق مشاعر صعبة من الخوف الشديد، العجز (فقدان القوّة) والهلع، التي يمكن أن تتمثّل لدى الأطفال وأبناء الشبيبة في تصرّفات غير منتظمة واعتراضات زائدة، أو عزلة اجتماعيّة أو انقطاع عن البيئة. العلامات التي تدلّ على التعرُّض إلى حدث صادم تنقسم إلى عدة مجموعات.

الحدث الصادم هو حدث وحيد أو مجموعة أحداث من بينها الموت، أو التهديد بالموت، إصابة فعليّة أو التهديد بالإصابة. كما أنّ أحداث العنف الجنسيّ أو التهديد بالعنف ال

جنسيّ تعتبر أحداثًا صادمة. الأطفال وأبناء الشبيبة الذين تعرّضوا لحدث كهذا يشعرون بمشاعر صعبة وبالضيق خلال الحدث

وبعده أيْضًا. التعرُّض لحدث صادم يمكن أن يكون مباشرًا أو غير مباشر: التعرُّض المباشر لحدث صادم يتمّ

عندما يكون الطفل/ ابن الشبيبة متورّطًا في ممارسة ذاتيّة في الحدث. التعرُّض غير المباشر لحدث صادم يتمّ عندما يكون الطفل/ ابن الشبيبة شاهدًا لحدث تعرّض له آخرون، أو أنّه تعلّم عن حدث تورّط فيه أشخاص من اقاربه أو من أصدقائه المقرّبين.

التعريف الحالي للحدث الصادم يتطرّق للأحداث التي وقعت في الواقع ولا تشمل انكشاف جمهور واسع للمضامين في وسائل الإعلام، بالرغم من الضائقة الكبيرة التي يمكن أن تنتج أيْضًا في أعقاب الانكشاف على مضامين عنيفة في وسائل الإعلام بشكل غير مباشر. الأحداث الصادمة تخلق مشاعر صعبة من الخوف الشديد، العجز (فقدان القوّة) والهلع، التي يمكن أن تتمثّل لدى الأطفال وأبناء الشبيبة في تصرّفات غير منتظمة واعتراضات زائدة، أو عزلة اجتماعيّة أو انقطاع عن البيئة. في أعقاب حدث كهذا يمكن أن تظهر إصابة في الأداء في البيت وفي الأداء الاجتماعيّ وَ/ أو إصابة في الأداء التعليميّ. بالإضافة إلى ذلك في أعقاب حدث صادم يمكن أن تظهر تصرّفات انتكاسيّة (نكوصيّة)، تناسب أولادًا أصغر سنًّا.

في أعقاب حدث صادم أو صعب يجب الانتباه إلى كلّ تصرُّف غير عاديّ عند الطفل/ ابن الشبيبة الذي يمكن أن يشير إلى وجود ضائقة شديدة. من المهمّ أن نلاحظ كيف يتصرّف عندما يُذكر أمامه ذلك الحدث الصادم، وما يصفه والداه أو أصدقاؤه بما يتعلّق بتصرفاته وأحاسيسه.

العلامات التي تدلّ على التعرُّض إلى حدث صادم تنقسم إلى عدة مجموعات: أعراض تجربة متكرّرة واقتحاميّة للحدث

  • ذكريات متكرّرة، مخيفة، تلقائيّة (لا إراديّة) ومتوغّلة من الحدث. لدى الأطفال الذين تجاوزوا السادسة يمكن أن يتمثّل الأمر في لعبة تكراريّة لمواضيع أو مركّبات من الحدث الصادم. على سبيل المثال: معس (تحطيم) متكرّر لسيّارة لعبة بداخل دمية.
  • أحلام مخيفة أو كوابيس متكرّرة من الحدث – لدى الأطفال يمكن أن تظهر أحلام مخيفة بدون مضمون يرتبط مباشرة بالحدث الصادم.
  • ردود فعل انفصاليّة، مشاعر أو تصرّفات فجائيّة وكأنّ الحدث يعود من جديد، يشمل مشاعر ممارسة متجددة للحدث، الارتجاع الفنّيّ وغيرها. عند الأطفال يمكن أن نرى استرجاعًا مجدّدًا للصدمة أو استرجاع الحدث في التمثيل.
  • ضائقة شديدة أو متواصلة عند الانكشاف على محفّزات تذكّر بالحدث الصادم، أو بأحداث تشبه الصدمة (على سبيل المثال: في الذكرى السنوية للحدث). عند الأطفال وأبناء الشبيبة المخاوف يمكن أن تكون واقعية وملموسة (الخوف من الموت أو من إصابة جسديّة) أو مخاوف غير محدّدة، (مخاوف خياليّة/ وهميّة مثل الخوف من الظلام، من المسوخ – حيوانات بشعة الصورة – الخوف من الذهاب إلى الروضة أو البستان أو المدرسة أو الخوف من الغرباء). الأطفال الذين مرّوا بتجارب صادمة من المحتمل أن يخافوا من عودتها. القلق والخوف يمكن أن يتمثّلا أيْضًا بشكل كلاميّ أو بنوبات بكاء أو بنشاط زائد، بميل إلى أن يتزعزع بسهولة وبحاجته المبالغ فيها إلى الإمساك بشيء ما. ردود فعل فيزيولوجيّة (جسديّة) تظهر بعد الانكشاف إلى محفّزات تتعلّق بالحدث الصادم (على سبيل المثال: ارتجافات، إسهالات، وآلام جسمانيّة). أحْيانًا، تظهر ردود فعل مستقلّة، بشكل خاصّ لدى الذين تعرّضوا بشكل مباشر لأحداث صادمة، منها خفقات قلب متسارعة، تنفّس سريع، تعرّق زائد، توتّر عضليّ، ارتجاف في الجسم، إسهالات، تبوّل زائد وإلخ. من المهمّ التشديد على إجراء فحص طبّيّ لنفي وجود مشكلة جسمانيّة.

أعراض امتناعات

  • امتناع متكرّر عن أفكار، مشاعر، أو أحاسيس جسمانيّة تثير ذكريات تتعلّق بالحدث الصادم.
  • الامتناع عن أعمال يمكن أن تذكره بالحدث الصادم (أشخاص، أماكن، فعّاليّات، أغراض أو أوضاع.)

إصابة عقليّة أو في الحالة النفسيّة

إصابة حدثت أو تفاقمت بعد الحدث الصادم:

  • انعدام القدرة على تذكّر ميزات مركزيّة للحدث الصادم (بشكل عامّ النسيان، انفصام ليس نتيجة لإصابة في الرأس، تعاطي الكحول او المخدّرات)؛
  • معتقدات وتوقّعات سلبيّة ثابتة (غالبًا مشوّهة) بالنسبة إلى الذات أو إلى العالم (على سبيل المثال" أنا سيء/ شرير"، "العالم خطير جِدًّا" وما شابه؛
  • اتّهام دائم لنفسه وللآخرين بالتسبّب بالحدث الصادم أو بنتائجه؛
  • مشاعر سلبيّة دائمة تتعلق بالصدمة. على سبيل المثال: الخوف، الهلع، الغضب، الشعور بالذنب أو بالخجل. غمّ وحزن يتمثّلان ببطء في العمل، نقص في الطاقة، ضعف في المشاعر "(الطفل الطافي)" (المنطفئ)؛
  • عزلة اجتماعيّة، تقليص واضح في الاهتمام بفعّاليّات مهمّة وتراجع تدريجيّ عن فعّاليّات مختلفة.
  • الشعور بالاغتراب أمام الآخرين؛
  • مدى مشاعر محدود وانعدام متواصل على القدرة على التعبير عن مشاعر ايجابيّة؛
  • ارتداد (نكوص) إلى أنماط سلوك سابقة: مصّ الإصبع، تبوّل غير إراديّ، التمسُّك/ الالتصاق وإلخ؛
  • الإحساس بأنّ المستقبل محدود أو صعوبة في التفكير بالمستقبل؛
  • يقظة عالية وردود فعل زائدة تتعلّق بالصدمة بدأت أو تفاقمت بعد الحدث الصادم؛
  • تصرّف ساخط أو عدوانيّ (أو إظهار العدوانيّة نحو المحيط القريب). لدى المراهقين هذه التصرّفات يمكن أن تظهر بشكل متطرّف وأن تكون موجّهة نحو أنفسهم (التفكير في الانتحار)؛
  • تصرّفات طائشة أو هدّامة؛
  • إضرابات في النوم (على سبيل المثال: صعوبات في الخلود إلى النوم أو/وَنوم متواصل)؛
  • مشاكل في التركيز (على سبيل المثال: نقص في الإصغاء، صعوبة في اتّخاذ قرارات وحلّ المشاكل؛
  • ردود فعل ارتداديّة مبالغ فيها على الضجّة؛
  •  نقص في الإصغاء، صعوبة في اتّخاذ القرارات وحلّ المشاكل؛
  • صعوبات في التركيز في المدرسة، نسيان؛
  • ردود فعل نفسيّة – جسديّة – آلام في البطن، وجع رأس، آلام في الجسم، فقدان الشهيّة، اضطرابات في الهضم، اضطرابات في الحواسّ (في البصر أو في السمع)، حكّ قهريّ، حساسيّات، طفح جلديّ، إرهاق شديد وأرق أو أوجاع أخرى لا يعرف مصدرها؛
  • فقدان الثقة في المساعدة. ظهور الأعراض من المجموعات الأربع خلال أكثر من شهر، يشمل إصابة في الأداء، على سبيل المثال: في المشاركة الاجتماعيّة تدلّ على تطوّر اضطراب (مرض) ما بعد الصدمة. إذا شخّصنا وجود علامات تثير القلق لدى الأطفال وأبناء الشبيبة تظهر بعد أيّام من حدوث الصدمة (والتي تشمل الخطر على الحياة) – من المهمّ جِدًّا التشاور مع المختصّين والحصول على مساعدة فوريّة، للتخفيف وللتشجيع على العودة إلى الروتين.

 

References

American Psychiatric Association. (2013) Diagnostic and statistical manual of mental disorders, (5th ed.). Washington, DC: Author