الحاجة إلى الشعور بالاستمراريّة هي حاجة أساسيّة وحيويّة للوجود البشريّ. الشعور بالاستمراريّة هو الذي يمكّننا من التركيز على الحاضر من حياتنا من منطلق الشعور بالاستمراريّة بين الماضي والحاضر، ومن اعتقادنا بأنّنا نستطيع أنّ نتنبّأ بالمستقبل، وعليه، نستطيع أن نعطي معنًى لأحداث خاصّة وللحياة بشكل عامّ، وأن نبني الشعور بالهويّة الذاتيّة، الشعور بالقيمة الذاتية والشعور بأنّنا نسيطر على الحياة.
وصف حاييم عومر وناحي ألون (1994) كيف أنّ حالات الكارثة أو الصدمة تقطع الشعور بالاستمراريّة لدى الفرد في أربعة مجالات ممكنة.
مبدأ الاستمراريّة – توجّه موسّع للكارثة وللصدمة
تحرير – يوڤال سيمون
الحاجة إلى الشعور بالاستمراريّة هي حاجة أساسيّة وحيويّة للوجود البشريّ. الشعور بالاستمراريّة هو الذي يمكّننا من التركيز على الحاضر من حياتنا من منطلق الشعور بالاستمراريّة بين الماضي والحاضر، ومن اعتقادنا بأنّنا نستطيع أنّ نتنبّأ بالمستقبل، وعليه، نستطيع أن نعطي معنًى لأحداث خاصّة وللحياة بشكل عامّ، وأن نبني الشعور بالهويّة الذاتيّة، الشعور بالقيمة الذاتية والشعور بأنّنا نسيطر على الحياة. وصف حاييم عومر وناحي ألون (1994) كيف أنّ حالات الكارثة أو الصدمة تقطع الشعور بالاستمراريّة لدى الفرد في أربعة مجالات ممكنة. لذلك إعادة الشعور بالاستمراريّة تعيد للإنسان الشعور بالسيطرة على حياته، وتعزّز حصانته الشخصيّة. يميّز عومر وألون بين أربعة مجالات ثانويّة فيها من المهمّ المحافظة على الشعور بالاستمراريّة:
- استمراريّة إدراكيّة:
معرفتنا للعالم وما فيه من قواعد وقوانين. فهم السيرورات/ العمليّات والأحداث، استخلاص النتائج المنطقيّة والقدرة على التحليل بناء على المنطق السليم، والمحافظة على الروتين اليوميّ. هذه هي القدرة على فهم وشرح الواقع.
- استمراريّة الأداء واستمراريّة الدور:
الأدوار التي نؤدّيها في حياتنا مثل: ولد/ بنت، والد / والدة، زوج/ة صاحب مهنة. هذه الأدوار التي تغرّز فينا الشعور بالثبوت والكفاءة (الأهليّة) والتي تشمل المهارات التي نجيدها والأعمال التي نستطيع القيام بها. هذه هي القدرة على أداء دور وتنفيذ المهمّات التي ينطوي عليها.
- استمراريّة اجتماعيّ وبيشخصيّ:
الشبكات الاجتماعيّة التي ننتمي إليها: العائلة، مكان العمل، مكان السكن، الأصدقاء، الحزب/ الموقف السياسيّ والزملاء في المهنة والهوايات. هذه هي القدرة على أنّ نكون على صلة مع النسيج الاجتماعيّ الذي ننتمي إليه.
- استمراريّة شخصية تاريخيّة:
معتقداتنا بالنسبة إلى أنفسنا، عائلتنا، مجتمعنا المحلّيّ، شعبنا. القيم، المواقف، الصورة الذاتيّة ("من أنا؟"). الحساسيّات الكفاءات الصحّة الجسمانيّة، المشاعر وفهمنا لمزاجنا (فرِح أو حزين، متفائل أو متشائم). وكذلك، الدرجة التي نشعر بها كمن نسبّب الأحداث في حياتنا، أو كمن نردّ عليها وننجرّ بها. بشكل عامّ هذه المفاهيم ثابتة على طول سنوات وتدعم مشاعر الفرد، العائلة أو المجتمع المحلّيّ، لأنّه يوجد نظام واستمراريّة قادران على تنبّؤ الغد. هذا إحساس أساسيّ بالهويّة والتصوّر الذاتيّ.
مبادئ الاستمراريّة – بناءً على الأسئلة
نوع الاستمراريّة | إزعاج | التدخّل المفضّل (الذي نوصي به) |
إدراكيّة
ماذا اعرف عن العالم، عن المعايير، عن قوانينه؟ فهم السيرورات/ العمليّات والأحداث. القدرة على إعطاء شرح ومنطق لهذه الأحداث. |
أنا لا أفهم ما الذي حدث – تظهر أحاسيس بلبلة، عصبيّة، مدى إصغاء قصير.
أنا لا أعرف التفاصيل كلّها. أنا بحاجة إلى شرح وتوضيح وإلى معلومات. |
تقديم شرح ومعلومات.
التشجيع على العودة إلى الروتين.
|
الدور
الوظائف التي أحقّقها خلال حياتي: الطفولة، المراهقة، البلوغ، الوالديّة (ابوة/ أمومة) وإلخ. |
أنا لا اعرف ما هو المتوَقَّع منّي؟
ما هي وظيفتي؟ ماذا عليَّ أن أفعل الآن؟ تظهر مشاعر الغضب، القلق، الصدمة، خيبة الأمل، انعدام الكفاءة/ الأهليّة. |
تخصيص وظيفة أو عمل صغير حتى من أبسط ما يكون.
توقّع إنجاز العمل وإتمامه. تعزيز قدرة من نفّذه.
|
اجتماعيّة
المجموعات التي أنتمي إليها: العائلة، العمل، الأصدقاء، الأقارب، الزملاء في العمل وإلخ. |
أنا لم أعد أتواجد مع أصدقائي أو مع عائلتي (نتيجة من نقص/ عجز، الشعور بالضياع أو إصابة/ جرح).
أين الجميع؟ الشعور بالوحدة/ العزلة عدم التوجيه، فقدان القوّة (العجز). |
التواصل مع الأصدقاء
عدم البقاء وحيدًا. المحافظة على التواصل مع الآخرين. الدعم.
|
تاريخيّة
ماذا أعرف عن نفسي؟ كيف يكون أدائيّ اليوميّ؟ ما هي طبيعتي؟ ما هو مزاجي؟ (يشمل عناصر جسمانيّة وعاطفيّة) |
أنا لست نفسي، لم أكن هكذا ولا مرّة … أكاد أجنّ!
منذ خلقت لم أبكِ أو أضعت الاتّجاه، أنا لم أكن مرتبكًا هكذا في حياتي كلّها! ستظهر مشاعر الاغتراب، البلبلة، الشكّ الذاتيّ وفقدان الأمل. |
التشجيع على أنّ ردّ الفعل طبيعيّ.
دعم بعض التغييرات. وصف ردود الفعل المألوفة في مثل هذه الحالات الصعبة. استعمال المتوقّع. نسأل: ما الذي لم يتغيّر أو ما الذي من المهمّ ألّا يتغير في الحياة؟ |
عن: عومر، ح. وناحي، أ. (1994) مبدأ الاستمراريّة توجّه موسّع للكارثة والصدمة. علم النفس، د، 20 – 28. هـ، 157 – 170.